إن هناك اختلافا مذموما، وهذا الاختلاف هو المبني على الهوى النفسي واتباع سبيل الشيطان، سبيل الكفر والجحود والجمود. ولا شك أن هذا الاختلاف محرم قطعا لأنه يقود الإنسان إلى الكفر والطغيان. ومن هذا القبيل الاختلاف في أصول الدين وأركان الإسلام ومبادئه الأساسية وهو ما يجب على العلماء أن لا يخوضوا فيه. وهناك اختلاف في فروع الشريعة فرضته الضرورة تحقيقا لمصالح العباد وتيسيرا لهم ورحمة بهم، وهو الاختلاف الذي يقره الشرع ويؤيده العقل. وإن الحديث عن الاختلاف لدى علماء المذاهب الفقهية له أهميته التي لا تخفى على ذي بصيرة. ولذلك جاء هذا الكتاب