يتطلب الوصول إلى مرحلة الشيخوخة تكيفاً مع البيئة المحيطة والمجتمع ككل وتوافقا مع الذات للتغلب على مشاعر العجز الناجمة عن التناقص التدريجي لقدرات ووظائف المسن، وبدون وجود المهنيين المتخصصين في الرعاية على اختلاف مظاهرها يصعب الوصول الآمن للتكيف والتوافق المنشود، وتأسيساً على ذلك تسعى مختلف المجتمعات إلى تقديم أوجه الرعاية الاجتماعية لهذه الفئة كحق من حقوقهم، بل ويقاس مدى تقدمها بما توليه من خدمات وأوجه رعاية لجميع مواطنيها على اختلاف مراحل حياتهم العمرية، من خلال مؤسسات ومهن متخصصة، والخدمة الاجتماعية كمهنة تُعنى بتزويد الاخصائيين الاجتماعيين خلال فترة إعدادهم المهني بأسس وأساليب المساعدة المهنية للمسنين لتمكنهم من تقديم الممارسات المهنية المبنية على البراهين والأسس العلمية التي يحتاجها العاملون في الميدان.

لذا فقد جاء الكتاب الحالي لتحقيق عدة أهداف أهمها:

1. تزويد طلاب الخدمة الاجتماعية بالمعرفة المتخصصة عن أسس رعاية المسنين في الخدمة الاجتماعية.

2. توفير مادة علمية متخصصة لطلاب الخدمة الاجتماعية تتسم بالشمول والتنوع لما يحتاجونه من نماذج، ونظريات، ومهارات؛ تعينهم على التطبيق العملي بالمجال.

3. مساعدة دارسي وباحثي الخدمة الاجتماعية وجميع المهتمين على كيفية التصميم المنهجي لبرامج رعاية المسنين وكيفية تطبيقها.

4. مناقشة عدد من القضايا الهامة في حياة المسن من زوايا واتجاهات متعددة تمكن من الفهم الكامل لهذه القضايا.

5. تمكين الاخصائيين الاجتماعيين وجميع الطلاب والمهتمين بالخدمة الاجتماعية من إدراك الخصوصية والفروق الأساسية بين مجال رعاية المسنين وغيره من مجالات الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية.

ولتحقيق الأهداف السابق الإشارة إليها اجتهدت المؤلفات في بذل الجهد المناسب في الاطلاع على المؤلفات العلمية بمجال المسنين بالإضافة إلى الدوريات والبحوث العلمية العربية والأجنبية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية والتربوية بوجه عام والخدمة الاجتماعية بوجه خاص للاسترشاد بها في موضعها، والمدقق لمحتويات الكتاب يلحظ أن عرض الموضوعات جاء بطريقة إجرائية في المواضع التي تتطلب ذلك حرصاًّ على تدعيم الجانب التطبيقي للممارسة المهنية في مجال رعاية المسنين والذي يسهم في تنمية الإدراك المهني للمتخصصين في الخدمة الاجتماعية بكيفية توظيف المعرفة المكتسبة في دراسة القضايا والظواهر والمشكلات ذات الارتباط بمجال التخصص.

وقد جاء كتاب ممارسة الخدمة الاجتماعية مع المسنين في ثمانية فصول، حاول كل فصل منها تغطية موضوع هام من موضوعات رعاية المسنين في الخدمة الاجتماعية على النحو التالي:

تناول الفصل الأول عدة موضوعات: مفهوم المسنين، ماهية الشيخوخة، أنواع الشيخوخة، مراحل الشيخوخة، خصائص مرحلة الشيخوخة، عوامل الشيخوخة المبكرة، علم الشيخوخة.

وتناول الفصل الثاني “رعاية المسنين عالمياً “المؤسسات ومظاهر الرعاية”: مفهوم الرعاية الاجتماعية، خصائص الرعاية الاجتماعية للمسنين وظائف الرعاية الاجتماعية، أهداف الرعاية الاجتماعية، مظاهر رعاية المسنين عالميا، مظاهر رعاية المسنين بالدول العربية.

بينما خصص الفصل الثالث لعملية المساعدة المهنية للخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المسنين حيث تناول: عملية المساعدة المهنية، ماهية المساعدة المهنية، مفهوم المساعدة المهنية، عناصر المساعدة المهنية، مبادئ المساعدة المهنية، مراحل المساعدة المهنية.

وقد تناول الفصل الرابع النماذج والنظريات المفسرة لرعاية المسنين على النحو التالي: أهمية التنظير للممارسة المهنية مع المسنين، تعريف النظرية الاجتماعية، الوظائف التي تؤديها النظرية، منطلقات النظرية الاجتماعية المفسرة لرعاية المسنين النظريات الاجتماعية المفسرة لرعاية المسنين (نظرية الدور- نظرية الانسحاب (النظرية الانفصالية)- نظرية النشاط- النظرية التبادلية- نظرية الأزمة) نماذج الممارسة المهنية في مجال رعاية المسنين.

بينما خصص الفصل الخامس لبرامج الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المسنين: فلسفة برامج رعاية المسنين، أهمية البرامج لمجال رعاية المسنين، أهداف برامج رعاية المسنين، حقائق يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند وضع برامج رعاية المسنين، خطوات تصميم برامج رعاية المسنين، عوامل نجاح برامج رعاية المسنين، عوامل فشل برامج رعاية المسنين، أنواع برامج رعاية المسنين، أنواع الأنشطة المقدمة للمسنين.

وقد تناول الفصل السادس العمل الفريقي للأخصائي الاجتماعي في مجال رعاية المسنين: مفهوم العمل الفريقي في مجال رعاية المسنين، خصائص العمل الفريقي، أهمية العمل الفريقي، أهداف العمل الفريقي، المبادئ التي يجب أن يقوم عليها العمل الفريقي، محددات عمل الفريق، المقومات الأساسية للعمل الفريقي، عناصر العمل الفريقي، تكنيكات التعامل مع فريق العمل، والعمل الفريقي في مجال رعاية المسنين.

وقد خصص الفصل السابع للممارسة المبنية على البراهين في التعامل مع مشكلات المسنين.

خطوات الممارسة المهنية المبنية على البراهين، المشكلات النفسية والعقلية للمسنين مع نماذج بحثية وأساليب التدخل، المشكلات الاجتماعية، المشكلات الصحية، المشكلات الاقتصادية، مشكلات وقت الفراغ.

وقد أفرد الفصل الثامن للقضايا المرتبطة برعاية المسنين: نظرة المسن لنفسه، نظرة المسن لمن حوله، نظرة المسن للمجتمع، نظرة المجتمع للمسن، نظرة المسن لخدمات الرعاية المقدمة

وينسجم هذا المُؤلف مع معظم الخطط الحديثة التطورية التي تستهدف إعداد متخصصي الخدمة الاجتماعية على درجة عالية من الكفاءة والمهارة المطلوبة في ظل مجتمع المعرفة المتجددة.