تعد التطورات التكنولوجية المعاصرة من أهم العوامل التي تركت آثارها على العملية التعليمية، حيث جاءت الوسائل التعليمية امتداداً لحواس الإنسان، فالإذاعة امتداد لحاسة السمع، والتليفزيون امتداد لحاسة البصر، وما الاستخدام المكثف لوسائل وتكنولوجيا التعليم، والتدريس المبرمج، وآلات التعليم، وبرامج الكمبيوتر الشخصي، والتعليم الإلكتروني، وأنظمة التدريس كتحليل المهمة Task Analysis والكفايات Competencies إلا أمثلة محددة لما أوجدته التطورات التقنية المعاصرة في المناهج الدراسية.

كما تؤدي الاتجاهات المنهجية التي تسود التربية في مرحلة زمنية محددة إلى إحداث تغييرات في المناهج الدراسية، فالرياضيات الحديثة سادت التعليم الأمريكي في الستينيات من القرن الماضي، والأهداف السلوكية صبغت الحركة المنهجية في السبعينيات، ولازالت نسبياً كذلك حتى الآن، والتعليم المهني، والتعلم النشط، وهندسة المناهج، والذكاء المتعدد، والتقويم الشامل، وتربية الإنسان المتكامل، هي أمثلة أخرى للتيارات المنهجية التي دخلت عالم التربية وأثرت على مدخلاتها من معلومات وأنشطة وأساليب.

وقد جاء هذا الكتاب ليفيد طلاب الدراسات العليا في كليات التربية في تعرفهم أهم الاتجاهات الحديثة في مجال المناهج وطرق التدريس؛ حيث يتناول الفصل الأول تطوير المناهج الدراسية من منظور هندسة المنهج، ويتناول الفصل الثاني التعليم الإلكتروني، في حين يتناول الفصل الثالث بعض نماذج التدريس، ويتناول الفصل الرابع التعلم النشط، ويتناول الفصل الخامس الذكاءات المتعددة والمنهج المدرسي، ويتناول الفصل السادس تنمية كفايات التدريب لدى الموجه الفني عبر الإنترنت، وأخيرًا يتناول الفصل السابع التقويم التربوي الأصيل.