الهدف الأول من هذا الكتاب هو شق طريق يمكن السير فيه خلال تلك الكتلة المتشابكة الضخمة من المفاهيم والتغيرات والتوفيق بين المعتقدات المتعارضة والاندماجات والتناقضات والالغاز الخاصة بمصر القديمة .يضع الجزء الاول من “مصر أصل الشجرة ” الديانة المصرية والنظام السياسي والمجتمع داخل سياقات التاريخ القديم الخاصة بالديانة والميثولوجيا والتكنولوجيا والفن وعلم النفس وعلم الاجتماع وحركات الهجرة والجغرافيا وهى سياقات يعود بعضها إلى فترة تصل إلأى عام 4000 ق.م . كما يبحث المعتقد الدينى داخل الحلول الالهى وتعدد الألهة رغم وجود ولع شديد بالتغير بدون تغير ، وانتشار السحر وسلطات الفرعون الاله ، ونقطة تحول الانسان التى صورتها مصر القديمة فى الكثير من المجالات اللاهوتية والسياسية والفنية والتقنية الأساسية منذ عصور مبكرة جدا . ويبحث الجزء كيف أدت تلك السياقات القديمة الى نتائج محددة والى الحلول المصرية الاصيلة للمشاكل السياسية والمجتمعية والوجودية والميتافزيقية . كما يبحث على نحو خاص وضع نظام كان فيه لكل إنسان فى النهاية خمسة أرواح والحل المتفائل لمشكلة الموت ، ووضع قانون اخلاقى غامض ، وقد كرست كل الحلول والتسويغات المصرية على نحو يقوم على المفارقة دور أصل الشجرة الحقيقى والخيالى الذى قامت به مصر فى تاريخ البشرية ويقارن المؤلف الرؤية المصرية برؤي المجتمعات الدينية القديمة العظيمة الاخرى ، وخاصة الرؤي السومرية والعبرانية والهندوسية والزرادشتية واليونانية والمسيحية المبكرة ، وهناك تقييم لمكانة مصر فى تاريخ الديانة إلى جانب معقولية تأثيرها الكبير فى تطور نحو التوحيد والتأثيرات الشعائرية والميثولوجية على اليهودية والمسيحية والديانات اليونانية والرومانية وعلاقة الديانة المصرية بالديانات الإفريقية ومدى تأثيرها بها وتأثيرها فيها .