كتاب غالية المواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ

هذا السفر مجالس وعظية، ودررٌ آلوسيَّة، جامعة لمهمات من الدين، وتشتمل على فوائد جليلة، وأحاديث منيرة، وآثار وفيرة، يتخلّل كل مجلس من مجالسها أحكامٌ تجب الإحاطة بها، وتنبيهات على شؤون في الحياة لا غنى عنها، وعِظات تتصدع لها قلوب المخبتين، وترقيقات تنقشع بها غموم الجاهلين، وقَصصٌ صحيحٌ غير ملفَّق، ينير قلوب المستفيدين.nوله مزايا استحق بها أن يقتحم ذروة القبول، ويحتضنه أهل التقوى، ويرجع إليه كل واعظ ومحدث، من خلال النقاط التالية:n– أن المؤلف بعد استهلاله بمقدمة المجلس المشتملة على محاسن البيان.. يصدر بالآيات التي تدل على الموضوع، مفسراً لكلماتها، موضحاً لمعانيها، ذاكراً أحكامها ونفائسها.n– ثم يُتبع ذلك بالأحاديث الجياد، طاوياً للإسناد، مشيراً إلى مخرج الحديث في الغالب، موضحاً وجهه، ومبيناً قصده، بعبارات عليها سمة الإشراق، ونور الإخلاص بالاتفاق، تلتذ بها المسامع والأفهام، ويستفيد منها الخاص والعام، وه?? بين هذا وذاك يقيد نفائس الفوائد، ومستجاد اللطائف.nومن محاسن هذه المجالس: أنه يذكر أقوال الأئمة في المسألة ناسباً كل قول إلى صاحبه، بحيث يعرف المطلع على ذلك آراء الأئمة الفقهاء، واجتهاد السادة العلماء، ولذلك تلقف هذه المجالس أصحاب الأئمة الأربعة الشهيرة.nولما كان هذا الإمام من بيت العلم والأدب.. فإنه قلّ أن يخلو مجلس إلا ويستشهد فيه بأبياتٍ حِسَان، وأشعارٍ مثل عقود الجمان، فيتلاحم في المجلس الواحد المصدران النيِّران: الفرقان وسنة المأمور بالبيان، وهدي السلف الصالح وحِكَم أهل الإيمان.nوبعد: فإن هذه المجالس عظات وعبر، وفقه وأثر، وتبيان يحكي الدرر، كيف لا ومحبر سطورها أبو البركات نعمان خير الدين ابن الإمام المفسر الشريف محمود أفندي الآلوسي؟! فقد جاء في تحلية صاحب المجالس من «المسك الأذفر» ما نصه: (ولم يقبل منه العذار إلا وجمع من الفضائل ما لا تسعه أسفار، ولم يبلغ سن العشرين.. إلا وصار من الأساتذة المعتبرين، وقد أجازه العلماء الأعلام، والمشايخ العظام بجميع العلوم من منطوق ومفهوم).nوإن دار المنهاج لتفخر بإعادة طبع هذه المجالس في حُلَّة قشيبة، مطرزة بتعليقات وجيزة لما لا بد منه، وضبط ما قد يصعب على العامي معرفته، مع تفنّن في الطبع، وتميّز في الإخراج، ودقة في التصحيح.