فهرس كتاب
تحميل كتاب الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية pdf
مؤسسة الرسالةيأتي هذا الكتاب|من الحجم الصغير|في سبع و سبعين صفحة ، و الأصل فيه أنه خطبة ألقاها المودودي|رحمه الله|في مؤتمر الجماعة الإسلامية السنوي المنعقد في 3141945 ، في دار الجماعة المركزية في منطقة البنجاب .يهدف أبو الأعلى المودودي ، في هذا الكتاب إلى تقديم رؤية برهانية تحليلية لأهمية الأخلاق في حركة الدعوة الإسلامية ، و دورها في تحقيق السيادة و التمكين الإسلامي ، من خلال ما أسماه ( نظام الإمامة الصالحة الراشدة).و يبين المودودي بعد ذلك ضرورة العمل الجدي من قبل المسلمين و أبناء الحركات الإسلامية على تحقيق هذه الغاية ، و يرفض المودودي اكتفاء الإنسان بالعبادات الفردية و الطاعات النسكية دون العمل على تحقيق الزعامة الإسلامية ، و يستدل على ذلك بأحاديث الجماعة و الطاعة ، و التي توضح أن غاية الدين هو العمل الجماعي على سيادة نظام الإمامة الصالحة ( ص13 ) .يقول المودودي ( موضحاً أهمية العمل على إقامة الإمامة الصالحة ) ” إنه من كان يؤمن بالله و رسوله ، لا يمكنه أن يرضى بتسلط نظام الباطل أو يقعد عن بذل نفسه و ماله في سبيل إقامة نظام الحق ” ( ص14 ) . و العمل على تحقيق نظام الإمامة لا يكون بمجرد الأدعية الطيبة و الأماني المعسولة ، بل لا بد من الإحاطة علماً بالقانون الإلهي الذي تقوم بموجبه الإمامة و السيادة في الأرض و العمل على تحقيق شروط هذا القانون ( ص17 ) .و بهذه المقدمات يدخل المودودي إلى موضوعه الرئيسي أهمية الأخلاق في تأسيس و إرشاد الدعوة الإسلامية ، حيث يقرر أن للإنسان طبيعتين الأولى حيوانية و الثانية خلقية ” و لكنكم إذا تأملتم المسألة تأملاً و سبرتم غورها تبين لكم أن القوة المنفذة الفاصلة الحقيقية هي القوة الخلقية لا المادية ” ( ص19 ) . و الإنسان لا يسمى إنساناً لأجل جسمانيته أو حيوانيته ، بل لأجل صفاته الخلقية ( ص19 ) ، هذه الصفات الخلقية يقسمها المودودي إلى شعبتين مهمتين الأخلاق الإنسانية الأساسية و الأخلاق الإسلامية ، ثم يفصل طبيعة كل منهما . فالأخلاق الإنسانية الأساسية هي ” تلك الصفات التي يقوم عليها أساس وجود الإنسان الخلقي ، و هي تشمل على سائر الصفات التي لا بد منها لفلاح الإنسان و نجاحه في هذه الدنيا ، . . . ، و سواءٌ في بابها أيؤمن صاحبها بالله و اليوم الآخر و الوحي و الرسالة أم لا ؟ . . . ” ( ص20 ) ، فهذه الأخلاق الأساسية هي التي تقرر فيما إذا كان شعب أو أمة جديرون بالسيادة و التمكين في الأرض فالإنسان مؤمناً كان أم كافراً لن ينجح في هذا العالم إلا إذا كانت فيه قوة الإرادة و المضاء في الأمور و العزم و الإقدام و الصبر و الثبات و الأناة و رباطة الجأش و تحمل الشدائد و غيرها من هذه الصفات الخلقية ، ثم لا بد أن يكون الإنسان متحلياً و لو بلمع من تلك الشمائل الكريمة في الدنيا ، مثل الإباء و السخاء و الرأفة و الصدق و الأمانة و وفاء العهود و غيرها . ( ص21 ، ص22 ) .و هذه الأخلاق إذا حازها و استوعبها معظم أفراد أمة أو جماعة فكأنها ثروة الإنسانية و رأس مالها ، و فوق ذلك فهذه الثروة تتكون على أثرها قوة جماعية قوية فعالة ، لكن هذه الثروة لن تتحول إلى تلك القوة الفعالة إلا إذا ساندتها مجموعة أخرى من الصفات الخلقية ، مثل أن يكون جميع الأفراد أو معظمهم متفقين على غاية مشتركة يرتفعون بها عن مطامحهم الشخصية ، و أن يكونوا متعاونين على الخير متساندين على البر ، و ألا يلقوا أعباء القيادة إلا لرجال يصلحون لها ، و أن يكون قوادهم ممن يمتلكون صفات الإخلاص و حسن التدبير . . . ، و بهذه العوامل المجتمعة تتمكن خصال الأخلاق الإنسانية الأساسية|على حد تعبير المودودي|من تحقيق النجاح و التفوق لأمة أو جماعة معينة ( ص23 ، ص24 ) .بعد تلك القراءة و التحليل لطبيعة الأخلاق الإنسانية الأساسية و آثارها ، يقدم المودودي تحليلاً للإضافة و التوجيه الذي تمارسه الأخلاق الإسلامية على الأخلاق الإنسانية ، حيث يقرر أنها|الأخلاق الإسلامية|جاءت متممة لها و مكملة إياها|الأخلاق الإنسانية _ . و يبين أن هذا الإتمام و الإكمال ، يتم من خلال ثلاثة أسس ، هي 1 أن الإسلام يزود الأخلاق الإنسانية بمركز صحيح و قطب مستقيم إذا اقترنت به حولها و وجهها إلى الخير و الرشد ، فليست الأخلاق في صورتها الأولى إلا قوة مجردة كن استخدامها في الخير و الشر ، فالإسلام يوجه هذه الأخلاق و يجعل غايتها وجه الرب تعالى .2 أن الإسلام يؤصل الأخلاق الأساسية الإنسانية و يوطد أركانها في جانب أو يوسع في في تطبيقها في جوانب الحياة الإنسانية إلى حد عظيم في جانبٍ آخر . و يعطي المودودي مثالاً على ذلك من خلال خلق ” الصبر ” ، فالصبر في الإسلام غايته وجه الله و بالتالي يستجلب قوته من جذور التوحيد و يزداد تأصيلاً و قوة في بذلك . كما أن الصبر يتحول من التركز في جانب معين ، مثل الصبر في ميدان المعركة ، إلى أن يطبع حياة الإنسان محلها ، فيكون هناك الصبر على شهوات النفس ، أو يجعله سداً منيعاً في مواجهة كل ما يحاول تنكيب الإنسان عن الصراط المستقيم .b3 أن الإسلام ينظر إلى الأخلاق الأساسية العامة كأنها الطبقة الأولى من البناء ، فيشيد عليها الطبقة الثانية من الأخلاق الفاضلة ، حتى يرتقي الإنسان إلى أعلى درجات الشرف و الكمال . ( ص24ص28 )و يصل المؤلف|بعد ذلك|إلى نتيجة أساسية و هي أنه ” إذا لم تكن في الأرض طائفة منظمة متصفة بكل من الأخلاق الأساسية و الإسلامية و هي تستخدم|مع ذلك|السائل و الأسباب المادية ، فلا بد أن يسلم زمام القيادة و السيادة في العالم إلى طائفة تكون أكثر جمعاً و احتيازاً للأخلاق الأساسية الإنسانية و الأسباب المادية من غيرها . . . ” ( ص30 )أما إذا وجدت الفئة المنظمة التي تمتاز بحيازة الأخلاق الإنسانية العامة و الأخلاق الإسلامية ، ثم لا تقصر في استدام الأسباب المادية حق استخدامها فمن المستحيل أن تتسلم قيادة البشرية فئة أخرى بإزائها . بيد أن نظام الإمامة لن يقوم بمجرد تكون و تآلف هذه الفئة ، و لن تنزل الملائكة لنصرتها|مباشرة|و تنحي الفاسقين الفاجرين عن كراسي السلطة ، بل لا مندوحة أن تسير هذه الفئة المؤمنة وفق السنن الكونية في مدافعة أهل الباطل و الصبر على أذاهم و أن تبذل التضحية و هذا شرط لم يستثن منه حتى الأنبياء و الرسل ( ص30|ص32 ) .ثم يبين المودودي الفرق بين قوة الأخلاق الإنسانية الأساسية و الأخلاق الإسلامية|حيث يرى أن الأمة إذا كانت تحوز الأخلاق الإنسانية الأساسية و قليل من القوة المادية ، قد تستطيع أمة أخرى أن تنتصر عليها إذا كانت تمتلك قوة مادية أكبر ، لكن إذا كانت القوة الخلقية مدججة بأسلحة من ” الأخلاق الأساسية و الإسلامية معاً ” فهناك لا بد أن تتفوق القوة الخلقية|على قلة الوسائل المادية|على سائر القوى الأخرى . و يقول المودودي ” . . أنه إذا كانت الأخلاق الأساسية تحتاج إلى مائة درجة من الوسائل المادية فإن الأخلاق الإسلامية و الأساسية متحدة لا تحتاج في هذا الموقف نفسه إلا إلى 25 درجة من تلك الوسائل المادية ” ( ص33 ) .و يوضح المودودي أن كلامه السابق ليس من باب المعجزات و الكرامات ، بل هو حقيقة مطردة مرتبطة بعالم الأسباب و العلل . و يوضح ذلك من خلال أمثلة على الحرب العالمية الثانية و أسباب النصر و الهزيمة ، حتى يصل إلى بيت القصيد بأن ” كل أمة تقوم نهضتها على دعائم الأخلاق الأساسية و القوة المادية المجردة ، لا بد أن تؤول جهودها و مساعيها كلها إلى الأغراض و الأثرة المادية أو الطائفية أو القومية الخالصة .. ” ( ص37 ) . كما يواصل المودودي في بيان تأثير امتلاك فئة للأخلاق الإسلامية على الناس ، و كيف أن هذه الأخلاق تكون كفيلة بتحقيق التفوق المعنوي للفئة المؤمنة و الذي يؤول في النهاية إلى التفوق المادي .أربع مراتب للأخلاق الإسلامية يرى المودودي أن الأخلاق الإسلامية تتأسس على أربعة مراتب ، كل مرتبة تنبني على سابقتها ، و هذه المراتب هي الإيمان ، الإسلام ، التقوى ، الإحسان ، و المشكلة|في رأي المودودي|أن كثيرين نسوا الترتيب ” الفطري ” للأسس السابقة ، فحاولوا|مثلاً|تشييد التقوى و الإحسان على أساس ضعيف من الإيمان أو التقوى ( ص44|ص 45 ) .ثم يتناول المودودي هذه الأساسات واحداً واحداً ، مبنياً دور كل منها في تشييد صرح الأخلاق الإسلامية . .أولاً الإيمانيرى المودودي أن الإيمان ” عبارة عن الإقرار بالتوحيد و الرسالة ” ، و هذا الإقرار هو شرط دخول المرء في الإسلام ، و يصبح من حقه أن يعامل معاملة المسلمين . و يجد المودودي بأن من المؤسف أن الناس يكتفون بالإقرار ( دون محاولة تقوية أواصر الإيمان ) ، و يحاولون تشييد أسس الأخلاق الأخرى على هذا الأساس ” الواهي ” ، و الأصل أن يكون الإيمان شاملاً محيطاً بجميع جوانبه ، راسخاً بعيد الغور في تأصيل جذوره ” فأي شعبة تفوت من شعبه التفصيلية الواسعة تبقى تلك الشعبة نفسها في الحياة الإسلامية ناقصة . . ” ( ص 47 ) .ثم يشرع المودودي في تفصيل الحديث عن أركان الإيمان ، و حقيقة الفهم الصحيح لها ، و الذي يؤثر تأثيراً فعالاً في سلوك الإنسان و يعمل على توجيه أخلاقه توجيهاً إيجابياً حقيقياً .ثانياً الإسلام يقوم الإسلام كأساس من أسس الأخلاق على الإيمان ، ” فما الإسلام إلا عبارة عن ظهور الإيمان في صورة عمل ” ( ص52 ) . و يركز المودودي على العلاقة الوطيدة بين الإيمان ” الإعتقادي ” و الإسلام ” العملي ” ، و يبين المودودي أن قوة الإيمان تنتج قوة في الإسلام . و إذا ظهر سوء في إسلام المرء فإن هذا دليل واضح على ” ضعف الإيمان ” ( ص53 ، ص54 ) .ثالثاً التقوىيرى المودودي أن التقوى ” عبارة عن حال النفس التي تتكون و تتولد من خشية الله تعالى و الشعور بالتبعة و تظهر و تتجلى في كل ناحية من نواحي الحياة و مظهر من مظاهرها ” ( ص56 ) ثم يشرع المودودي في بيان تجليات و آثار أساس التقوى على سلوك الإنسان و أخلاقه في علاقاته مع الآخرين ، و في إلزام نفسه بطاعة الله و تجنب معاصيه .كما يبين المودودي أن هذه الحالة التي تظهر فيها التقوى ليست في جانب معين من جوانب الحياة ” أو في مجال ضيق من العمل ، و إنما تستولي على منهج فكرته ، و تتجلى في مجريات حياته بأسرها” ( ص59 ) .بعد ذلك ، ينقد المودودي الفهم ” الجزئي ” لمفهوم التقوى عند كثير من الناس ، حيث تظهر في جانب معين و تغيب عن جوانب كثيرة في حياتهم فيصاب سلوكهم بالاضطراب ، و لا تستقيم أخلاقهم بشكل كلي .و يقدم المودودي صوراً و أمثلة تميز بين ” التقوى الحقيقية ” و ” التقوى المصطنعة ”و|أنا هنا|أترك القارئ مع هذا النص|الذي يقدم فيه المودودي مثالاً لانحراف مفهوم التقوى ، يحسن بنا التأمل له بل إنك لتراه متجلياً بعيني رأسك في حياة أولئك الذين طبقت سمعة ورعهم و تقواهم الآفاق ، يبالغون في الاهتمام بالجزئيات الشرعية والمحافظة عليها حتى أنهم يفسقون كل من كان في لحيته شيء من القصر عن ذلك القدر المخصوص الذي قد عينوه لطول اللحية ، و يتوعدون بدخول النار كل من أسبل إزاره إلى اسفل من كعبيه قليلاً ، و يكادون يعدون الانحراف عن اتباع الأحكام الفرعية لمذهبهم الفقهي خروجاً من دين الله ، هذا في جانب ، و بجانب آخر قد أسرفوا إسرافاً شديداً في إغفالهم لأصول الدين و كلياته و مبادئه الأساسية . . ” ( ص59 ) .و قد تكون هذه الصورة المثال التي قدمها المودودي|و للأسف الشديد|متجلية في حياتنا الدعوية ،وهي و إن كانت لدى المودودي|رحمه الله|تعبير عن خطأ و قصور في الإحاطة بالتقوى ، فإنها تعبر كذلك عن خلل منهجي خطير في إدراك مقاصد الشريعة و غاياتها ، و تؤشر إلى ضرورة بناء وعي حقيقي بالإسلام و منهجه وغاياته ، و هذه بدوره لا بد أن يعيد الاعتبار لعلوم|قل التركيز عليها|و هي علم المقاصد ، مبادئ الإسلام ، فلسفة الفقه ، فقه السيرة ، دستور الأخلاق في القرآن . هنا ، نعود إلى المودودي ، لنجده يرتب على النص السابق نقداً لطائفة في الصحوة الإسلامية جعلت جل اهتماماتها التركيز على الجزئيات و على الظاهر كالملبس و اللحية ، و بعض السنن العملية ، و تصورت إمكانية أن تعيش ” عيشة إسلامية ” وفق هذه الجزئيات ، حتى و إن كانوا خاضعين لنظام غير إسلامي ، و لا يعيرون أي اهتمام أو يبذلون أي جهد لإعادة السيادة و التمكين للنظام الإسلامي في الحياة .رابعاً الإحسان يبين المودودي أن الإحسان هو ” عبارة عما يجعل المرء متفانياً في الإسلام من صلة قلبية بالله و رسوله و حب متأصل و وفاء صادق و بذل للمهج و تضحية بالنفوس و النفائس ” ( ص62 ) .و يبين المودودي الفرق بين التقوى و الإحسان من خلال أمثلة ، تبين أن درجة الإحسان أعلى و أرقى من درجة التقوى ، و في كلٍ خير ، ” . . و لكن قوة الإسلام و حيويته الجوهرية إنما تتجمع و ترتكز في المحسنين وحدهم ، و لا ينهض بالمهمة التي يريدها الإسلام في هذا العالم إلا هذه الطبقة من المحسنين وحدها . . ” ( ص64 ) .بعد ذلك يقدم المودودي بعض المعاني و المدلولات الرئيسية لمفهوم الإحسان ، و أهمية تفعيله في حياتنا المعاصرة ، و ضرورة التزام ” الحركة الإسلامية ” بتأسيس أخلاق أفرادها عليه و الدعوة إليه .كما أن المودودي لا يحصر مفهوم الإحسان في مفهوم تعبدي محض ، و إنما يعطيه و يضيف إليه دلالات و أبعادا ثقافية و اجتماعية و سياسية . ( ص64 ، ص65 ) .و يختم المودودي كلامه القيم بتصحيح بعض الأخطاء في فهم الإسلام و إدراك ” البعد الأخلاقي ” في الدعوة الإسلامية ، هذه الأخطاء التي أصابت بعضاً من أفراد الجماعة الإسلامية|التي أسسها و كان يقودها رحمه الله|و تتمثل في الاهتمام بالجزئيات على حساب المقاصد و الكليات ، بدعوى البحث عن ” الروحانية ” .و يعالج المودودي هذه الأخطاء بالإحالة إلى مقاصد و غايات إرسال الرسل ، إذ كانت بهدف تصحيح الانحرافات الكبرى في حياة البشرية و الأقوام التي أرسلوا إليها ، و التي تنشأ في أصلها عن ” . . انحراف الناس عن عبودية الرب تعالى و طاعته ، و اتباعهم للقوانين و الأصول الوضعية و عدم شعورهم بمسئوليتهم بين يدي الله تعالى يوم القيامة . . ” ( ص70 )هذه المفاسد جاءت الرسالات لمحاربتها ، و اتسمت الرسالات في منهجها بالتدريج والترتيب ابتداء من الدعوة إلى الإيمان والإسلام مرورا بالتقوى ثم الإحسان ، و بعد اكتمال الأسس التي تبني عليها حياتهم الخلقية ، أخذ الرسول يوجه عباد الله المخلصين الأوفياء أن ينصرفوا إلى ما يزين حياتهم من الآداب والعادات المهذبة في الهيئة واللبس وغيرها ..ويستدرك المودودي بالبيان أنه لا يقصد استخفاف بسنة رسول الله|صلى الله عليه وسلم|في العادات و الآداب ، و إنما يريد أن يؤكد على قضية أساسية ، حيث يقدمها لأفراد جماعته وللدعاة من خلال الرسالة التالية ” الذي أريد أن أرسخه في أذهانكم و ألقيه في روعكم بوجه خاص في هذا المقام أن باطن العبد و إصلاحه و تهذيبه أرجح و أقدم من ظاهر العبد و إصلاحه و تهذيبه ، فنوّروا باطنكم بجوهر الحقيقة قبل أنتفرّغوا ظاهركم في قالب الحقيقة ” ( ص76)و بعد . . .كتاب المودودي هذا ، فيه قراءة مهمة لأسس الأخلاق الإسلامية التي تقوم بالدور الرئيسي في بناء شخصية المسلم الداعية ، فالإيمان و الإسلام و التقوى و الإحسان ، مفاهيم يؤدي اكتمالها النظري بالأخذ بمبدأ شمولية المفهوم لمختلف الجوانب ، و تحري الالتزام بها في الواقع العملي إلى نضج أخلاقي يسد مكانة مهمة في المشروع الحضاري الإسلامي ، و الذي تعد من أهم مبادئه قوله رسول الله|صلى الله عليه و سلم – ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .كما أن هذا الكتاب هو جزء من مشروع المودودي|رحمه الله|في بناء جيل إسلامي، و حركة دعوية تعيد الفعالية للإسلام في حياة الأمة من خلال الشهادة القولية|التعريف بالإسلام|و الشهادة العملية ، الإنسان و الأسرة و المجتمع و الحكومة المسلمة التي تتبنى الإسلام ، و لا يخفى على القارئ الكريم ، ما للأخلاق من دور مهم في باب ” الشهادة العملية ” و المساهمة في نشر الدعوة في المعمورة b
Free shipping on orders over $50!
- No-Risk Money Back Guarantee!
- No Hassle Refunds
- Secure Payments
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.