المرأة العربية والفكر الحديث

إن الدعوة لحقوق المرأة وحريتها ومساواتها في بلادنا لم تكن قائمة على فكر أصيل ونظر عميق الجذور، وإنما جاءت تقليدًا للغرب وتنفيذًا لمخططاته في تغيير بنية المجتمع وقِيَمه؛ تمهيدًا للإخلال بتوازنه وإشغال الأمة بما لا ينفعها ولا يحقق لها ما كانت تأمل به من تقدم ونماء.للمرأة لها دور كبير في المجتمع لا يضاهيه أي دور آخر مهما علا شأنه، وهو دورها ضمن أسرتها، والذي من خلاله تستطيع الإنتاج والإبداع من دون أن تكون طفيلية تبحث لها عن دور هنا وهناك، وتنافس على أدوار لا يمكن أن تحقق لها ما يمكن أن يحققه لها دورها كربة بيت من مجالات الإبداع والإنجاز وتحقيق الذات.فدعوة المساواة ما هي إلا وسيلة لإذلال المرأة وإشعارها بالدونية لتنصاع لما يطالبونها به، فليس هناك من مبرر لشعورها بالنقص والدونية ما دامت تقوم بدورها على أحسن وجه.كما أن الدعوة لعمل المرأة خارج منزلها ما هي إلا دعوة لإخراج المرأة من مملكتها التي لها فيها دور مميز وكلمة مسموعة ومكانة مرموقة وحرية معقولة إلى عالم التنافس والتناحر والعبودية، حيث لا صوت لها ولا دور مميز ولا استقلال، بل استغلال واستعباد بحق وحقيقة؛ فتصبح عبدة للعمل وما يفرض عليها من ساعات عمل محددة ومن لوائح وقوانين وتعليمات، ناهيك عما قد تتعرض له من مضايقات.وقد اعتمدت المؤلفة في هذا الكتاب على تحليل الواقع المعاش وما وجدت حولها ليس فقط من مظاهر، وإنما أيضًا ما يدور في أذهان بعض النساء والرجال، فالتحرر بالنسبة لكثير من النساء صار معناه الفوضى والخروج عن كل العادات والتقاليد والتخلي عن المسئوليات والالتزامات والتي لا تكتمل إنسانية الإنسان إلا بها. واهتمت كذلك بمسألة ظلم المرأة واضطهادها، والذي من خلالها يثير أهل الباطل الأحقاد بين المرأة والرجل، ويجعلون مصلحة أحدهما لا تتحقق إلا على حساب مصلحة الآخر، ويحولون المسألة إلى صراع بينهما، كل يريد أن يحقق السبق فيه.

isbn : 9786500024784 الناشر: الموضوع:

Free shipping on orders over $50!

  • ضمان استرداد الأموال بدون أي مخاطرة!
عام النشر :

عدد الصفحات :

العلامة التجارية

مفيدة محمد إبراهيم

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “المرأة العربية والفكر الحديث”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top