كتاب تاريخ الصين والشرق القديم
دار الفكر ناشرون وموزعونشكلت بلاد الصين وبقية دول جنوب شرق آسيا، حلماً كبيراً للوصول اليها براً أو بحراً، للإطلاع على أهلها وطبائعهم ومنتجاتهم المختلفة الصناعية منها والزراعية، وكانت بلاد الصين هي الأبعد جغرافياً عن كل أرجاء القديم في العصور الوسطى، قبل معرفة الطرق البحرية المؤدية إلى بلاد الصين عبر المحيط الهادي والتي حدثت بعد الاستكشافات الجغرافية.
لقد وصل العرب وغيرهم من بلدان غرب آسيا وأوربا إلى مختلف بلدان جنوب شرقي آسيا ومنها بلاد الصين، فوجدوا ترحيباً غير متوقع من أهلها، فاستقبلوهم أحسن استقبال، وقدموا لهم كل متطلبات الراحة والإقامة في هذه الأقطار، والشيء الذي تميز به سكان الصين وبقية دول جنوب شرق آسيا، هو روح تقبل الغير، بكل مافيه من شكل أو لون أو معتقد أو دين أو طريقة أكل أو لباس، وهذه حالة نادرة قلما يملكها شعب من الشعوب في العالم، بعد العرب المسلمين، غير أهل هذه الدول، ولهذا شغلت هذه الدول سكانها بقضايا مفيدة، ولم تشغلهم بغيرها من الأمور التي تعقد حياتهم وتدخلهم في صراعات مع الأقوام الأخرى، قد تكون دينية أو عرقية، فتفرغوا للزراعة والصناعة وقدموا أفضل ما لديهم في هذا الجانب، فتطورت زراعة المنتجات المرغوبة في أقطار غرب آسيا وأفريقيا وأوربا، فضلاً عن الصناعات الملحقة بها أو المكملة لها ، ونشطت صناعات كثيرة يأتي في مقدمتها الحرير الصيني الذي كان مضرب المثل في الجودة ودقة الصناعة والتلوين، فضلاً عن البورسلين
(الفخار أو الخزف) الذي انتشرت صناعته في أغلب دول جنوب شرقي آسيا، لكن الفخار الصيني كان يبزها جميعاً في الرقة والمتانة، ودقة النقش وروعته، ولازال إلى الآن يحظى بكل تلك المكانة التي كان يتمتع بها في الماضي، فظلت الأواني والأقداح والزهريات وأواني تبخير العطور، وكانت أواني العطور الصينية واليابانية مضرب المثل والمنال، ولايخلوا دار من قدح صيني أو ياباني أو تحفة من التحف المنتجة في هذه الأقطار، تضمها بيوت الملوك والأمراء والوزراء، أو تضمها المساجد والكنائس والأديرة في مختلف أرجاء العالم في العصور الوسطى.وإن الحديث لشيق وطويل، ويحتاج إلى الكثير من الصفحات، من أجل استكمال كل الصفحات ولكن الخوف من الإطالة والخوف من ملل القاريء يدفعنا إلى التوقف عن كل ما يبعث على الملل أو السأم، ولأجل تناول هذا الموضوع القديم الحديث،
كتاب تاريخ الدولة الساسانية
دار الفكر ناشرون وموزعونتعد دراسة التاريخ الساساني ، حلقة مهمة من حلقات التاريخ العالمي ، فقد درس العرب المسلمون كل تواريخ الشعوب التي كانت لهم صلة بها ، وتعاملوا مع دراستها بموضوعية وحيادية تامة ، حتى عدت كتابات العرب المسلمين مصدراً مهماً من مصادر دراسة تواريخ تلك الشعوب ، وقد أثبتت الدراسات الحديثة دقة روايات المؤرخين العرب المسلمين ، في توخي الدقة والموضوعية والحيادية ، فقد دونوا ماسمعوه ورأوه وما قرأوه بعد التدقيق والتمحيص في ايراد الروايات التاريخية ، وكأنما يكتبون تاريخهم الخاص بهم ، وهذه ميزة تضاف الى دقة روايات المؤرخين المسلمين ، فما كتبوه عن تاريخ بلاد الصين ، أكدته الدراسات الحديثة ، وما كتبوه عن الروم ، اعتمد عليه مؤرخوا الروم أنفسهم ، وما كتبه العرب عن التاريخ الساساني ، يعد قمة في الأمانة التاريخية والدقة والموضوعية .ويعود السبب الى اهتمامنا بدراسة التاريخ الساساني ، هو لأن الدولة الساسانية كانت مجاورة لبلاد العرب في شبه الجزيرة العربية وفي العراق ، ولأن القبائل العربية منذ قديم الزمان كانت مستقرة على طول الخليج العربي بضفتيه الشرقية والغربية ، فضلاً عن
العراق ، الذي سكنته قبائل عربية منذ القدم .وعندما ظهر الدين الاسلامي وانتشر في شبه الجزيرة العربية ، توجهت اهتمامات الرسول محمد r صوب بلاد فارس ، فوجه الرسول محمد r رسالة الى كسرى ملك الفرس يدعوه فيها الى الاسلام ، إلأ أنه لم يستجب لهذه الدعوة ومزق رسالة الرسول محمد r . وبعد استتباب الامر في الجزيرة العربية ، توجهت الجيوش الاسلامية نحو بلاد فارس لفتنحها ونشر الدين الاسلامي بين سكانها ، واصبحت المدائن عاصمة الساسانيين احدى المدن التابعة لولاية الكوفة في العصر الراشدي .
كتاب انتشار الاسلام في اسيا
دار الفكر ناشرون وموزعون