عدد الصفحات : |
---|
20,00 ر.س
المقدمة
ان الهــويات الثقــافية للشعوب مهددة وكذلك المـــجتمعات المحـــلية (Local Communities) وان مصدر التهديد هو الاتجاه العولمي والعولمة (Globalization) وان الحفاظ على الهويات الثقافية للشعوب تعد أهم العوامل في الجذب السياحي الدولي ، وان الحفاظ على الثقافات المحلية والتراث يغني هوية البلد السياحي مما يجعله عاملاً جاذباً (attractive factor) للسياحة الدولية للبلد المعني.
وفي عالمنا هذا من النادر ان نجد بلداً ذا ثقافة واحدة متجانسة وان مثل هذه الدول ذات الثقافة الواحدة تعتني بهويتها الثقافية لتصبح سمه من سمات ذلك البلد أما البلدان التي تملك ثقافات مختلفة لأسباب تاريخية وجغرافية وسكانية فإنها من المفترض ان تهتم بهذه الثقافات المحلية لتصنع بوتقه وتنوع (Diversity) ثقافي يغني هوية البلد العامة ليصبح بلداً منوع الثقافات وبلد تتعايش فيه الثقافات مما يجعله جاذباً للسياحة الدولية لان من المعروف في أدبيات السياحة فان السياحة الثقافية (Cultural Tourism) تشكل (70%) من حركة السياحة العالمية وهي تتداخل مع كافة أنواع واغراض السياحة الأخرى بصورة او بأخرى وحتى السياحة الدينية فانها في بعض اوجهها هي سياحة ثقافية في اهتمامها في المواقع التاريخية التي هي جزء مهم من مكونات ثقافة اي بلد.
ان الهوية الثقافية هي إحدى دعائم العرض السياحي للبلدان السياحية وان تعزيز الهويات الثقافية للشعوب والحفاظ على الهويات الثقافية للمجتمعات المحلية سوف لن يؤدي بالضرورة إلى (صدام الحضارات) . بل ان الشعوب يجب ان تكون أكثر تمسكاً بثقافاتها في مواجهة العولمة الثقافية وتأثير الإعلام الغربي ، ولا بأس من التعامل مع العولمة ايجابياً وان نحول اختلاف الثقافات إلى (حوار الحضارات) وان السياحة الدولية هي نشاط إنساني (اقتصادي واجتماعي وثقافي) فإنها من أكثر القطاعات تأثراً بالعولمة لكن مع تعاظم قوى العولمة فان الشعوب والقوميات وجب عليها الحفاظ على هويتها الثقافية والمساهمة ايجابياً في استخدام هذه الهوية بما يخدم الحوار والتفأهم مع الثقافات الأخرى التي تعيش جنبها او قربها بغض النظر عن البعد الجغرافي وامداداته وعلى الدول استخدام التنوع الثقافي (Cultural Diversity) كميزة من ميزات ظاهرة السياحة الدولية (International Tourism) في جذب السياحة الدولية الوافدة (Inbound Tourism).
1. مشكلة البحث :
ان المشكلة الرئيسة التي يواجهها البحث هي مخاطر العولمة الثقافية في اذابة الهويات القومية والمحلية للشعوب مما يفقدها أهم الملامح المتميزة في كينونتها وتحويلها إلى بلدان حداثة غاب عنها التاريخ والتراث وروعة القديم، وما تعانيه كثير من الدول وخاصة النامية منها في أهمالها للموروث القديم والتراث والاهتمام بها والتي تسأهم في جذب حركة السياحة الدولية إليها مما يسأهم في دعم اقتصادياتها في النمو القومي.
2. أهمية البحث:
تكمن أهمية البحث في انه يوضح أهمية السياحة الدولية كأحد عناصر العلاقات الدولية وفي تحقيق السلم العالمي والتفأهم بين الشعوب واحترام الثقافات الأخرى للشعوب وأهمية السياحة الدولية في تعميق حوار الحضارات.
3. هدف البحث :
يهدف البحث للتوصل إلى بناء رؤية واضحة للحفاظ على الهويات الثقافية للشعوب وللمجتمعات المحلية واحترامها دون الغوص في حالات التعصب والتطرف تجاه الثقافات الأخرى وكذلك كيفية التعامل مع العولمة بصورتها الشاملة والعولمة الثقافية في صورتها الخاصة والاستفادة من الجوانب الايجابية للعولمة واعتبار السياحة الدولية إحدى العوامل الايجابية في تحقيق السلم العالمي والتنمية الاقتصادية.
4. فرضية البحث :
أ. يتحدد مستوى السياحة الدولية بدور الهويات الثقافية (التنوع الثقافي) فكلما تطور التنوع الثقافي وتم الحفاظ على الهويات الثقافية تطورت السياحة الدولية ، لان الثقافة تؤدي دورا مهما وحاسما في الجذب السياحي.
ب. اذا افترضنا ان ( الهويات الثقافية) اي التنوع الثقافي هو المتغير المستقل (Independent Variable) فان ( السياحة الدولية) ستكون المتغير التابع (dependent Variable).
5. منهجية البحث :
ركزت الدراسة على المنهج الوصفي التاريخي لتطور الثقافة في العالم وعلى (الهويات الثقافية) على وجه الخصوص. يضاف إلى ذلك ان الدراسة قد اعتمدت ايضا المنهج المقارن في تحديد الهويات الثقافية . ومن خلال الدراسة استفاد الباحث من هذين المنهجين في اتباع التحليل النسبي للتنوع الثقافي والهويات الثقافية ودورها في السياحة الدولية.
6. وسائل جمع البيانات:
اعتمد الباحث على ما يلي في جمع البيانات :
1. النشرات والوثائق الصادرة من المنظمات العالمية المتخصصة.
2. بعض المقابلات.
7. صعوبات الدراسة :
واجهت الدراسة صعوبة في استشراف نموذج ثقافي ثابت للشعوب او المجتمعات المحلية مما يصعب المقارنة بين هذه المجتمعات ، فلكل مجتمع ثقافة خاصة لا تشبه ثقافة الأخر بالرغم من وجود مشتركات متعددة مما يؤدي إلى صعوبة فهم الثقافات ومواجهة العولمة الثقافية.
تضمنت هيكلية البحث أربعة فصول فضلاً عن الاستنتاجات والتوصيات التي توصل لها الباحث من خلال بحثه.
ناقش الفصل الأول مفهوم الثقافة ومكوناتها وكذلك مفهوم الحضارة وهل هما مفهوم واحد ام ان هناك تكاملاً بينهما ام انهما مفهومان منفصلان ، وكذلك أهمية الهوية الثقافية للشعوب والمجتمعات المحلية كعامل من عوامل الجذب السياحي.
اما الفصل الثاني فقد ناقش مفهوم العولمة بصورتها الشاملة والعولمة الثقافية في صورتها الخاصة واثرها على الهويات الثقافية وعلاقة العولمة بالنشاط السياحي الدولي.
وناقش الفصل الثالث السياحة الدولية في ظل العولمة وماهية السياحة الدولية واعتبارها عنصراً من عناصر العلاقات الدولية والاتجاهات الحديثة للسياحة الدولية في البحث عن ثقافات راقية.
اما الفصل الرابع فقد ناقش موضوعاً مهماً وهو التعددية الثقافية ومفهومها ودورها في اغناء تجربة السائح وكذلك موضوع احياء حقوق الأقليات واستدامة المجتمعات المحلية وتعزيز التنوع الثقافي.
وفي الخاتمة وضع فيه الباحث أهم استنتاجاته وكذلك خرج الباحث بأهم التوصيات التي تدعم دور الثقافة في السياحة الدولية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.