فهذه طائفة من النصوص الأدبية النثرية في صدر الإسلام والعصر الأموي تمثّل مختلف الجوانب والموضوعات التي تناولها النثر الأدبي آنذاك، فمن نصوص في الخطابة تمثلها في جُلِّ مناسباتها التي كانت تقال فيها، سواء أكانت دينية، أم سياسية، أم وفادة على رسول الله – ﷺ – وخلفائه الراشدين من بعده، وخلفاء بني أمية بعد ذلك، إلى نصوص أخرى من الرسائل، وكتب الفتوح، وكتب العهود والمواثيق، وأخرى في المواعظ والوصايا·
ولمّا كان الباحثون يجدون مشقة وعنتاً في الوصول إلى النصوص منْ مظانّها المختلفة، ارتأينا أن نقوم بتخيّر النصوص الدالة والممثلة لمختلف موضوعات النثر وفنونه في هذين العصرين، من أمّاتها الأصول ومصادرها الأساسية، هذا إلى جانب ضبطها وشرح غريبها؛ لتكون بين أيدي زملائنا الأساتذة وأبنائنا الباحثين؛ مما يسهم في تخفيف عناء البحث ومشقة التنقيب·
وكان اختيارنا لمثل هذه النصوص بالإضافة إلى أنها تمثّل جُلّ الموضوعات والمضامين النثرية، أنها كذلك تقع في الذروة من حيث لغتها الرصينة العالية، وأسلوبها الفنيّ الراقي·
و قد قدّمنا أنموذجاً يفيء إليه الباحثون والراغبون في قراءة النثر في هذين العصرين،