لا يتوقف أمر أخلاقيات العمل عند المدارس والجامعات بل يأخذ الأمر بعدا اكبر في الحياة العملية سواءً في القطاع العام أو القطاع الخاص ،وتلقى أخلاقيات العمل اهتماما كبيرا فنجد أكثر الجامعات تدرس مادة في أخلاقيات العمل والإدارة ،ويوجد تناقض بين أخلاقيات العمل النبيلة التي يدعو لها القران الكريم والحديث الشريف وبين التطبيق العملي واليومي لبعض تلك الأخلاقيات الإسلامية حول العمل ،فأخلاقيات العمل في الإسلام وما تدعو إلية الحكمة العربية والإسلامية المحلية التقليدية هي مبادئ متلازمة ومتوافقة مع بعضها البعض ولا يجب أن تكون متناقضة. إن أخلاقيات العمل في الإسلام مرتبطة ارتباطا أساسيا وعضويا ومنطقيا بالعمل المدني والدنيوي اليومي بدأ بالتعامل اليومي مع الآخرين، وإجادة العمل الوظيفي، وممارسة الأخلاق الإنسانية السوية، وانتهاء بالتمسك بالقوانين خلال الممارسة الاجتماعية المدنية اليومية في المجتمع الإنساني المدني.

وإن سلوك الإنسان الأخلاقي يتأثر بعدة مؤثرات إيجابية وسلبية، داخلية وخارجية، ويصل تأثير هذه المؤثرات إلى أن تطغى على خلقه الأساسي حتى يصبح السلوك الجديد له خُلُقاً وطبعاً، وليس من الصحيح القول إن الإنسان المفطور على خلق معين لا يستطيع الانفكاك عنه، بل يستطيع من خلال المجاهدة أن يغيِّر من خلقه إلى الأفضل.

ومن هنا تبرز أهمية هذا الكتاب في الحديث عن موضوع أخلاقيات العمل، وتم تقسيمه إلى أثناء عشر فصلاً، تناول الفصل الأول موضوع فمهوم وأهمية أخلاقيات العمل والأخلاقيات المطلوبة في العامل وصاحب العمل وأسباب تراجع اخلاقيات العمل وأنماط وسلوكيات اخلاقيات العمل، أما الفصل الثاني تناول موضوع مصادر الأخلاقيات في منظمات الأعمال ووسائل ترسيخ أخلاقيات المهنة وأخلاقيات العمل ضرورة إدارية وأساسيات أخلاقيات العمل والفصل بين متطلبات العمل والمتطلبات الشخصية والإحباط الوظيفي، أما الفصل الثالث تناول موضوع قيم الفرد والمنظمات وأخلاقيات العمل والعلاقة بينهما وتأثير القيم الأخلاقية على أداء الأفراد والمنظمات والقيم الأخلاقية للفرد والمنظمة من منظور الفكر الإسلامي وتصنيف القيم الأخلاقية، أما الفصل الرابع تناول موضوع مفهوم وصور الانضباط والالتزام الوظيفي والعوامل التي تؤثر في اخلاقيات العمل والعوامل المؤثرة في خروج الإنسان عن سلوكه ومفهوم المصلحة العامة والأخلاقيات أما الفصل الخامس تناول موضوع مفهوم المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال وأنماط وعناصر المسؤولية الاجتماعية ومفهوم المحاسبة والمسؤولية الاجتماعية والإفصاح المحاسبي عن الأداء الاجتماعي والمسئولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال في الدول العربية، أما الفصل السادس تناول موضوع مدونة وقواعد السلوك والمبادئ العامة التي تحكم قواعد السلوك وقواعد عامة تحكم سلوك الموظف ومرتكزات السلوك للموظف العام ومدونة سلوك الموظف في القطاع الخاص.

أما الفصل السابع تناول موضوع السلوك العدواني وأخلاقيات العمل والأسس النفسية والفسيولوجية للسلوك العدواني والنظريات المفسرة للسلوك للعدواني وأشكال ومظاهر وأسباب السلوك العدواني والوسائل الممكنة لكيفية تفادي السلوك العدواني والاتجاهات الرئيسية في تعديل السلوك، أما الفصل الثامن تناول موضوع الفساد الإداري ومظاهر وأسباب وأشكال الفساد الإداري و الآثار المترتبة على الفساد الإداري وإستراتيجية مكافحة الفساد الإداري والوسائل والأدوات لمعالجة الفساد الإداري ومن هي منظمة الشفافية الدولية، أما الفصل التاسع تناول موضوع الحوكمة المفاهيم والمرتكزات ومحددات ومعايير الحوكمة ومعايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وأوضاع الحوكمة الرشيدة عالمياً والحوكمة في الشركات المساهمة، أما الفصل العاشر تناول موضوع الثقافة التنظيمية وأخلاقيات العمل ومفهوم الثقافة التنظيمية ومكوناتها وأبعاد الثقافة التنظيمية وخصائصها واتجاهات الاتصال التنظيمي والتغيير في الثقافة التنظيمية واختلاف الثقافة باختلاف الأمم، أما الفصل الحادي عشر تناول موضوع الانترنت وأخلاقيات العمل وفوائد ومضار الانترنت والإنترنت والأعمال الالكترونية وظاهرة إدمان الإنترنت ومظاهر سوء استخدام الموظفين للإنترنت ومعالجة سوء استخدام الموظفين للإنترنت والقواعد التي تحكم سلوك الموظف بخصوص الحاسوب والانترنت، أما الفصل الثاني عشر تناول موضوع مهارات الاتصال مع الآخرين اخلاقيات العمل وأهداف الاتصال وتحديد عناصر ومعوقات عملية الاتصال والمهارات الأساسية للتعامل مع الآخرين والعوامل التنظيمية التي تؤثر في عملية الاتصال وكيف تكون متصلا بارعاً.