لعبت إمارة الكرك في العصر الأيوبي، وهو العصر الذي حدد في هذه الدراسة دوراً سياسياً واقتصادياً هاماً في تاريخ الشرق الادنى الإسلامي بوجه خاص والتاريخ العام العالمي بصفة عامة، فقد كانت المحور الرئيس للصراع بين القوة الأيوبية في مصر والشام والقوة الصليبية في بيت المقدس والساحل الفلسطيني في المرحلة من الحركة الصليبية.

وبمضي السنين، ولكثرة ما تعرضت له قوافل المسلمين من عدوان في هذه المنطقة، أدرك المسلمون أهمية هذا الموقع إستراتيجياً بإعتباره المنفذ الوحيد بين مصر والشام من جهة وبين الحجاز والشام من جهة ثانية، فكانت محاولات السلاجقة في دمشق والفاطميين في القاهرة لإسترداده، ولكنها لم تسفر إلا عن فشل ذريع واضطروا إلى المهادنة ودفعوا للفرنج الرسوم على قوافلهم المارة عبر حصونهم، ثم كانت اليقظة الإسلامية العملاقة التي حمل لواءها عماد الدين زنكي فولده نور الدين محمود، ثم تسلم صلاح الدين يوسف اللواء بعدهما، وعلى يديه من مملكة بيت المقدس وفي مقدمته بيت المقدس نفسه ثم تحرير جانب كبير من من والكرك والشوبك.

ولأهمية موضوع الكتاب، قام الدكتور يوسف غوانمة دراسته مقسماً البحث إلى

سبعة فصول؛ أفرد الأول منها لتفسير اسم الكرك ومدلوله من خلال النصوص

التاريخية المتوافرة وأصل هذه الكلمة واشتقاقها ومعناها ، أما الفصل الثاني فقد

بحث فيه تاريخ شرقي الأردن في آخريات العصر الفاطمي، وقد تحدث في الفصل الثالث عن نشاط صلاح الدين الحربي ضد إمارة الكرك الصليبية، أما الفصل الرابع فقد تناول فيه تاريخ إمارة الكرك بعد صلاح الدين الأيوبي أي في عهد كل من الملك العادل وابنه المعظم عيسى، وقد جعل الفصل الخامس للتحدث عن إمارة الكرك زمن الملك الناصر داود الذي اعتبره بحق المؤسس الحقيقي لإمارة الكرك الفصل السادس فقد خصص للتحدث عن إمارة الكرك في عصر الملك وموقفه من دولة المماليك في مصر ومحاولته إستعادة ملك الأيوبيين في القاهرة، أما الفصل السابع فقد خصصه للبحث في طرق التجارة والحياة العلمية.